إذا كان من خلاصات أساسية لإحياء الذكرى الثانية لانفجار 4 آب فهي تتلخّص باثنتين: الأولى انكشاف إلى الذروة لانعدام الثقة بين اللبنانيين ودولتهم وقضائهم في ظلّ التعطيل المتمادي للتحقيق العدلي في الانفجار، والثانية تصاعد كبير في المطالبة بتدويل التحقيق من خلال تقاطع هذا المطلب بين أهالي الضحايا والكثير من القوى السياسية المعارضة. وصاغ أهالي الضحايا مطلبهم في التحقيق الدولي وأودعوه مذكّرة وُزِّعت وسُلِّمت إلى عدد كبير من السفراء الأجانب، كما طالبوا بإنشاء مجلس الأمن الدولي لجنة تحقيق دولية والتزام الدولة اللبنانية تسليمها كل المستندات والأدلة.
واللافت في هذا السياق أنّ أربع صوامع في أهراءات مرفأ بيروت سقطت امس قبيل وصول المسيرات إلى منطقة المرفأ.
إذن في يوم إحياء الذكرى، شهد احتشاد أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين والمطالبين بالتحقيق في جريمة المرفأ، أمام قصر العدل وأمام مبنى "النهار"، قبل أن ينطلقوا بمسيرة الى تمثال المغترب، يرفعون علما لبنانيا كبيرا ملطخا بالدماء، وعَلَماً آخر مكتوباً عليه قسم أهالي الشهداء وضحايا المرفأ، كما رفعت صور الضحايا واللافتات المنددة بالسلطة السياسية والمطالبة بالحقيقة والعدالة.
ورفع بعض أهالي الضحايا عدداً من "التوابيت" واللافتات التي تحمل شعارات مطالبة بمحاسبة المجرمين وبإحقاق العدالة.