فايزر كجرعة ثانية بعد أسترازينيكا: مزيج لمناعة قوية

عقب الدراسات التي أثبت وجود رابط بين لقاح استرازينيكا والجلطات الدموية، وإقدام دول عدة على وقف استخدامه أو حصره بفئات عمرية محددة، والاستعاضة عن الجرعة الثانية منه بلقاحات أخرى، أظهرت النتائج الأولية لدراسة اسبانية أن استخدام لقاح فايزر كجرعة ثانية لمتلقي استرازينيكا في الجرعة الأولى، يمنح الاستجابة المناعية التي يفرزها الجسم صلابة وقوة.
وأجرى باحثون في اسبانيا اختبارات على أكثر من 600 شخص لمعرفة فوائد المزج بين اللقاحات في محاربة كورونا. وتبين أن مزج لقاحي فايزر واسترازينيكا ينتج عنه استجابة مناعية صلبة تكافح كورونا.

بدأت الدراسة الاسبانية، التي أجراها المعهد الصحي لجامعة كارلوس الثالث في مدريد، في شهر نيسان المنصرم، وشملت تجارب على 636 شخصاً تلقوا الجرعة الأولى من استرازينيكا، الذي يستخدم ناقل فيروسي مأخوذ من الشامبانزي، لنقل البروتين الشوكي الخاص بكورونا إلى خلايا الجسم، وانتاج مضادات حيوية عليه. وتلقى ثلث الأشخاص لقاح فايزر بعد نحو 8 أسابيع على تلقي استرازينيكا. وأظهرت النتائج أن لقاح فايزر يفعّل النظام المناعي لديهم بشكل جيد، وأن المضادات الحيوية التي تشكلت بعد الجرعة الثانية كانت بمستويات عالية. أما المجموعة الثانية، التي شملتها الدراسة، ولم تتلقَ الجرعة الثانية من فايزر، فلم يتغير عندها أي شيء على مستوى المضادات الحيوية.

وكانت أجريت تجارب بريطانية تتبع الاستراتيجية عينها، منذ نحو أسبوع، واظهرت قاعدة البيانات أنها آمنة وفعّالة. وتوقع الباحثون أن تفضي هذه الدراسة إلى اكتشافات جديدة في المرحلة المقبلة حول الاستجابة المناعية لهذا النوع من مزج اللقاحات.

وحول القلق المتعلق بأمان وسلامة هذه الاستراتيجية، كانت دول أوروبية عدة أوصت باستخدام فايزر في الجرعة الثانية لمتلقي لقاح استرازينيكا في الجرعة أولى، وذلك عقب صدور أبحاث حول تسبب استرازينيكا بجلطات دموية نادرة. ووفق دزو كزين، المختصة بأمراض المناعة في جامعة ماك ماستر الكندية، يؤدي لقاح فايزر إلى استجابة المضادات الحيوية بشكل كبير من جرعة واحدة عند الاشخاص الذين تلقوا استرازينيكا كجرعة أولى.

وكان باحثون استخدموا تقنية مزج اللقاحات سابقاً لمكافحة أمراض مثل إيبولا، وأظهرت فعالية كبيرة لأنها تفعّل المضادات الحيوية بشكل أكبر من استخدام لقاح واحد.