المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 27 تموز 2020 17:48:56
بعدما كان لبنان قد سجل نقاطا ايجابية لصالحة، في الفترة الاولى من تفشي الوباء ما بين 21 شباط ولغاية مطلع تموز، حيث بقيت اعداد الاصابات محدودة، اصبح وتحديدا منذ 11 جاري في دائرة الخطر، ارتفاع الاصابات المسجلة يوميا بما يفوق الـ 150 اصابة، مع ارتفاع الحالات الحرجة... الامر الذي جعل الخوف والتشاؤم يسيطران، مع الخشية من تجربة شبيهة للنماذج الاوروبية وتحديدا في ايطاليا، حيث عجز النظام الاستشفائي من استيعاب الكارثة... اضف في لبنان وضع المستشفيات الصعب والدقيق نتيجة الازمة المالية التي تضرب القطاع!
عدة عوامل ادت الى هذا التفشي سريع من الاستهتار والاستخفاف بالوباء، وربما الملل من الحجر دفع الناس الى المسابح والنوادي الليلية، اضف الى ذلك فتح مطار رفيق الحريري الدولي، وعدم التزام الوافدين، بالاجراءات المطلوبة ولعل ابرزها انتظار نتائج فحوصات الـ PCR قبل القيام بالواجبات والزيارات!
اجتماع طارئ
وعلى وقع الاعداد التشاؤمية، عقد قبل الظهر اجتماع اللجنة العلمية الطبية لمكافحة الأوبئة في وزارة الصحة العامة، التي اوصت بالاقفال التام لمدة محددة باستثناء المطار.
أعلن وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، اثر الاجتماع "أن علينا التراجع خطوة إلى الوراء ونعمل بحزم وشدة وكأن الوباء قد بدأ الآن، فكل ما قمنا به في السابق كان ممتازا ويجب العودة إلى ذلك إنما بجدية أكبر وبتعاون الجميع للحؤول دون وقوع كارثة إنسانية صحية". وكشف أنه "في ضوء التفشي المجتمعي الحاصل للوباء، يتم تسجيل إصابات في معظم المناطق اللبنانية حيث سجلت بلدة قرطبا وحدها ليل أمس خمسا وعشرين إصابة على غرار أكثر من بلدة أخرى تراوح عدد الإصابات فيها بين عشر إصابات وخمس عشرة إصابة".
الوقاية والاجراءات
من جهته، دعا النائب السابق الدكتور عاطف مجدلاني عبر وكالة "أخبار اليوم" الى اقفال البلد مجددا اقله لمدة اسبوعين، قائلا: مع الاسف الشديد لا يوجد وعي كاف عند المواطنين اللبنانيين لاخذ اجراءات الوقاية اللازمة، حيث نجد الكثير من الاستهتار والاستهزاء وهناك من يعتبر كورونا "كذبة". موضحا ان الاقفال مجددا يوقف هذا الانتشار المرعب للفيروس، كي لا نصل الى مرحلة، لا تعد فيها المستشفيات قادرة على استقبال المرض على غرار ما حصل في ايطاليا.
PCR من السيارة
وفي سياق متصل، شدد مجدلاني على اهمية تخفيف الضغط عن المستشفيات، لا سيما لجهة الحؤول دون الحضور الى العيادات لاجراء فحوص الـ PCR، منوها بما يعتمده مستشفى القديس جاورجيوس (الروم) في بيروت، ومستشفى المعونات في جبيل، من حيث امكانية اجراء الـ PCR من السيارة دون النزول منها مع تدوين الاسم والعنوان ورقم الهاتف.
واذ دعا الى تعميم هذا التدبير في كافة المستشفيات، قال انه عملي، سرّي، يحفظ الخصوصية والكرامة، ولا يحتاج الى اكثر من ممرضين او ثلاثة. ولفت الى ان اهمية هذا الفحص كونه يخفف من احتمالات العدوى خلال الانتظار في العيادات .
مراكز الحجر
كما دعا مجدلاني الى الالتزام بالحجر المنزلي التام لكل من يحمل الفيروس دون عوارض او مع عوارض خفيفة لا تستلزم دخول المستشفى، داعيا الى تفعيل مراكز الحجر، لا سيما لمن ليس لديه المكان المناسب ويخشى من نقل العدوى الى افراد العائلة، وهذا ما كانت قد بدأت به وزارة الصحة وبعض البلديات على غرار تجهيز المستشفى الكندي في سن الفيل لمثل هذه الحالات.