"ميرو" الشابة المغامرة والمتطوّعة رحلت بدقائق: أنقذت الملايين ولم تنتظر أن يأتي من يداويها!

حرقة يوم 4 آب المشؤوم لا تزال ترافق أهالي الضحايا، وكل من عرفهم. تسيطر على قلوب اللبنانيين ولن تفارقهم أبدا، ولو بعد سنوات.

"ملاك الرحمة" رحلت في إنفجار مرفأ بيروت الكارثي، بعد ان خدمت المرضى وأسعفت الموجعين لسنوات للتخفيف عن آلامهم. رحلت من دون انتظار من يسعفاها.

هي الشابة ميراي جرمانوس، غنوجة والدها وحبيبة والدتها. منذ طفولتها هوت ميراي النشاطات الرياضية والمغامرة، تطوّعب في الصليب الاحمر في مركز جزين  لسبع سنوات، واختارت مهنة التمريض لتكمل رسالتها. وهذا ما فعلته.

درست ميراي التمريض في الجامعة اللبنانية، وبدأت رسالتها عاملة في مستشفى القديس جورجيوس – الروم في الاشرفية.

وفي يوم 4 آب، انتهى المشوار وانتهت الرسالة. في تفاصيل ما كشفه موقع بيروت 607، فإنّ ميرو، كما كان اصدقاؤها يدللونها، تواجدت في المستشفى، بدلا من ان تكون مع عائلتها. إذ وافقت على تبديل دوامها مع صديقتها لمدة 15 يوما.

وأثناء وجودها في مكتبها في المستشفى، في الطابق السادس، كونها المسؤولة عن قسم القلب في المستشفى، قُرع الجرس من الغرفة المقابلة لمكتب الإستقبال حيث كانت تقف مع زملية لها. ناداها اصدقاؤها لمشاهدة الحريق المندلع من مرفأ بيروت، بحسب ما تروي والدتها للموقع، إلاّ انها لم تكد تصل إلى باب الغرفة حتى دوّى الإنفجار الكبير. 

وعلى الحال وقعت اشياء عليها فأصيبت برأسها، وحصل لها نزيف داخلي وخارجي ولم تستطع المقاومة. لفظت ميراي أنفاسها الاخيرة خلال دقيقتين، لم تستطع المقاومة حتى يصل زملاؤها ويخلّصوها.

الممرضة الشابة والجميلة والمغامرة رحلت من دون وداع. الطفل كيفن ابن اختها جويس الذي يحبّها وينتظر عودتها من عملها لتلاعبه وينام بالقرب منها، يفتقدها اليوم كثيرا.