أولويات بكركي انتخاب رئيس يقود البلاد إلى بر الأمان وعدم زجها في الأسماء

لم يمر وقت طويل على انعقاد لقاء عين التينة الثلاثي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حتى قصد ميقاتي مقر البطريركية المارونية في بكركي لتبرير «الشكل» الذي ظهر فيه اللقاء بغياب المكون المسيحي في البلد، وللتأكيد أمام سيد الصرح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أن هذا اللقاء جاء عفويا وابن الأحداث المتسارعة ولم يأت من تحضيرات ونوايا مسبقة».

تبرير«شكل» لقاء عين التينة لم يكن في الأساس ما يشغل البطريرك الراعي، «لأن البلد ينازع بين الحياة والموت» بحسب رأس الكنيسة المارونية، فيما «المسؤولون فيه لا يزالون مستقيلين عن تحمل مسؤولياتهم ويروحون ويجيئون لبحث إمكان تزكية هذا المرشح على ذاك».

ويكرر البطريرك الراعي ثوابت بكركي الدائمة وهي «عدم زجها في لعبة الأسماء وقد باتت معروفة، وممارسة التذاكي السياسي ورمي الكرة في ملعبها، لأن مروحة من الأسماء متوافرة ويمكن الانتقاء من بينها لاسيما أن السياسيين يعرفون أنهم لو أرادوا للمرحلة رجالات عسكر، فهم متوافرون مثلهم مثل رجالات الاقتصاد ورجالات الصناعة، وهم الأدرى بوجودهم ويتواصلون معهم، والفرصة سانحة للإتيان برئيس ليس طرفا وتكون يده ممدودة للجميع ويحظى بثقة الداخل والخارج».

وبدا واضحا وفق معلومات «الأنباء» أن سيد بكركي يستعجل انتخاب رئيس للبلاد، ليتم بعد ذلك ترتيب وقف فوري لإطلاق النار والعمل على تنفيذ القرارات الدولية. أما مسألة انعقاد قمة روحية في بكركي أو لقاء تشاوري، فعلمت «الأنباء» أنها تبقى فكرة واردة ولكن مع طرح تساؤلات مشروعة عما إذا كان المسار المتسارع للتطورات سانحا لانعقاد مثل هذه القمة، مع التساؤل أيضا عمن سيشارك فيها، وهذا ما يدفع إلى القول إن الأولوية اليوم قبل الغد يجب أن تكون للمسارعة بتحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم الخروج منها قبل أن يصبح للبنان رئيس يفاوض باسمه ويبدأ سريعا عملية الإنقاذ ويقود البلاد إلى بر الأمان.