حماس اقرت بهزيمتها والثمن يدفع بوحدة الساحات

في 6 اكتوبر 2023 اي قبل يوم من طوفان الاقصى كان الوضع المعيشي في قطاع غزة مأساويا، والبطالة منتشرة، لكن كانت القوات الاسرائيلية تتمركز في غلاف غزة وكانت المنازل الغزاوية والاهالي يعيشون في امان ولا تهديد لحياتهم رغم ظروفهم الصعبة.

عشية 7 اكتوبر اعلن محمد الضيف ويحيا السنوار الحرب على "آخر احتلال في العالم" وفق وصفهم، واطلاق سراح كل السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وانطلقت العمليات الحربية وبدا واضحا الارباك الاسرائيلي وحجم خسائرها المعنوية قبل الخسائر المادية والانسانية. سقطت حالة الردع وكأنه الانهيار الثالث، ولم يكن ينقص المشهد الا سفن ضخمة تنقل اليهود خارج الشرق الاوسط، لكن ردة الفعل الاسرائيلية كانت قوية، فنجحت في استعطاف دول العالم واستعادة المبادرة العسكرية لا بل بادرت الى تقطيع قطاع غزة تمهيدا لاقتحامه واقتحمته.

حماس ارادت ازالة الاحتلال عن فلسطين المحتلة، والرد الاسرائيلي جاء بإحتلال معظم اجزاء غزة، دمر القطاع عن بكرة ابيه، قتل 50 الف غزاوي، وجرح 100 الف، واعتقل 9 الاف فلسطيني جديد، وفي المفاوضات لانهاء الحرب تواضعت المطالب "الحمساوية" ويمكن اختصارها بالانسحاب من غزة وعدم البقاء في معبر فيلادلفيا، بينما التفاوص على الاسرى لم يعد متوازنا لان من اعتقلتهم اسرائيل اضعاف من كانوا اصلا في سجونها.

هُزمت حماس سياسيا فيما المعارك الحربية مستمرة، واطلاق الصواريخ من غزة تضاءل لدرجة لم تعد له قيمة، واطلق العنان لآلة القتل الاسرائيلية المدعومة من كل يهود العالم بالمال والسياسة لازالة خطر بقاء الدولة. الكلفة المادية لم تعد لها قيمة، والانهيار الاقتصادي تعهد يهود العالم بالتعويض عنه متى تنتهي الاعمال الحربية.

بطوفان الاقصى نالت اسرائيل كل الذرائع التي كانت تفتقر اليها لتحسين ظروفها الامنية، وادارة قطاع غزة خارج سيطرة حماس في اليوم الثاني للحرب مسار بحث طويل، وعدد سكان غزة ايضا مسار بحث بعد تسريبات عن نقل جزء منهم الى سيناء وجزء الى افريقيا وغيرها من دول العالم الثالث.

هزمت حماس سياسيا، واقصى طموحها ان تعود الامور الى ما كانت عليه قبل 7 اكتوبر، فلماذا قدمت كل تلك التضحيات، وما فائدة حرب المشاغلة التي اطلقت من جنوب لبنان اذا كان البحث اليوم عن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ومنها القرار 1559 وبالقوة اذا لزم الامر. ومن ناحية اخرى تبحث مسألة الحوثيين في اليمن وضرورة القضاء على تهديداتهم فيما يتعلق بأمن الملاحة البحرية.

تمسك محور الممانعة بوحدة الساحات من اليمن الى فلسطين ولبنان، وانطلقت الصواريخ على اسرائيل من الجهات الثلاثة، وبالتالي لا يمكن فصل هزيمة طرف من الاطراف الثلاث من دون هزيمة الاطراف الاخرى ولو بنسب متفاوتة. نترقب مع الجميع اليوم الثاني وما سيحمله من اضطرابات او انفراجات في منطقة باتت اوروبا تعتمد على غازها في ظل القطيعة شبه الكاملة مع روسيا.