المصدر: Kataeb.org
الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 21:53:14
اعتبر عضو المكتب السياسي الكتائبي الوزير السابق البروفيسور آلان حكيم أن الوضع كارثيّ والحديث وصل اليوم الى حدّ بقاء لبنان أو زواله خصوصًا على صعيد الدولة اللبنانية والمواطنين، مضيفًا:" حوالى مليون نسمة نزحت من مناطق إلى مناطق أخرى، ما أدى الى إزدحام كارثيّ على صعيد مساحة الوطن وهذا واضح من خلال الكثافة السكانية في الكيلومتر المربع على صعيد لبنان الذي كان يشهد أصلًا كارثة مع النزوح السوري واليوم زاد الوضع سوءًا مع نزوح الشعب اللبناني من الجنوب والبقاع".
حكيم وفي حديث لإذاعة الشرق، أكد أن الحالة الاقتصادية الكارثيّة ستؤدي إلى إغلاق العديد من المؤسسات وصرف الكثير من الموظفين من وظائفهم، لافتًا إلى أن القطاع التربوي في تراجع تام أيضًا والدليل واضح من خلال الارقام إذ لدينا ما بين 55 الى 65 % من المؤسسات التربويّة مغلقة أو معطّلة أو تأوي لاجئين، مضيفًا:" أثّرت الحرب على الناتج الاقتصادي الذي يبلغ بين 55 و65 مليون دولار شهريًا، أما التكلفة السنوية لتعطيل قطاع التعليم فقط فهي حوالى 700 مليون دولار دون الحديث عن الفقر المدقع الذي كان يطال ما بين 1.7 و1.8 مليون شخص وبات اليوم يطال 3 مليون لبناني، أما 80% من الاشخاص في المنطقة المستهدفة فباتوا تحت معدل الفقر الى جانب الخسائر في التجارة والزراعة وجميع القطاعات التي تأثرت بالحرب، أما الخسارة على صعيد النتائج الاقتصادية فبلغت حوالى 5 الى 6 مليار من ناحية الناتج المحلي إضافة الى 5 مليار فقدان للتمويل ما يساوي حوالى الـ 10 مليار خسائر مباشرة الى جانب الاثمان غير المباشرة، ما يرفع الحصيلة الى ما بين 15 و18 مليار، اذًا الوضع كارثيّ على الصعيد اليومي لان القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل يطال جميع المناطق ما يشلّ الحركة الاقتصادية ككل والتجارة وحتى معنويات المواطنين اللبنانيين".
وردًا على سؤال حول الحلول المطلوبة، قال حكيم:" نريد التخلص من هيمنة حزب الله وسلاحه خصوصًا بعد الحرب التي لا جدوى لها ولا هدف، حرب الاسناد هذه أدت الى نتائج كارثية ولا بد من الوصول الى تسوية في نهاية المطاف ومن هنا لن تقبل المعارضة بأي تسوية على حساب اللبنانيين والدولة اللبنانية، فخشبة الخلاص هي الجيش اللبناني وحده، وعلى المجتمع الدولي والعربي أن يعي ذلك لان سيادة الدولة أمر حيوي وطبيعي لبقاء لبنان وهذا هو حجر الزاوية للمرحلة المقبلة، ولكن لسوء الحظ الدولة اللبنانية ضعيفة جدا وبالتالي التطورات الاقليمية تؤثر على الداخل وهذه مسؤولية نتحملها خصوصًا لترك الجنوب ساحة شائعة للمسلحين".
وعن أزمة النازحين، قال:" حزب الله يحمّل لبنان ثقلًا إجتماعيًا، اقتصاديًا، ماليًا، تربويًا، وبيئيًا إلى جانب الخسائر التي طالت جميع القطاعات وبالتالي فإن إمكانية الاستنهاض باتت أصعب في وقت عملية التهجير مستمرة والتغيير الديمغرافي خطير وبات بمثابة قنبلة موقوتة، كما أن المناطق التي تم إخلاؤها باتت منطقة آمنة لاسرائيل فهل هذا كان هدف حزب الله من حربه؟".
وتابع:" الواضح في استراتيجية الجيش الاسرائيلي أنه أخذ القرار بإنشاء منطقة عازلة على الحدود ووضع حزب الله أمام الامر الواقع وإبعاده عن الخطوط الامامية عبر تدمير ممنهج للقرى للوصول إلى عودة آمنة للنازحين الاسرائيليين".
وعن تسليم حزب الله سلاحه، قال:" القرار ليس بيد الحزب إنما إيران وهي لن تفلت هذه الورقة من يدها وستستخدمها لتحسين شروطها في التسوية القائمة مع الولايات المتحدة وبالتالي حزب الله هو وسيلة للتوصل الى حلول ".
وعن الانتخابات الاميركية وتأثيرها على الوضع في لبنان، قال:" الامر لا يتعلق بشخصية الرئيس الجديد لان الإدارة الأميركية هي التي تستمر بوضع السياسات وخصوصًا الخارجية، ولكن من الواضح أن عهد الجمهوريين كان أحسن من الديمقراطيين لذلك نتمنى فوز الرئيس دونالد ترامب في هذه المرحلة الدقيقة من لبنان وأن نتوصل الى حل سليم في الاربع سنوات المقبلة، أما في حال فوز المرشحة كاملا هاريس فلا أعتقد أن تغييرًا سيحصل، لانها ستترك القرار لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو فهي ورثت من جو بايدن الملف، في حين ممكن أن يغيّر ترامب المعادلة من خلال علاقاته الوثيقة مع السعوديين ويمكن أن تكون بارقة أمل للحل اللبناني".
ختامًا، أعرب حكيم عن تفائله بمستقبل لبنان، مشددًا على ضرورة أن يكون لبنان خالٍ من السلاح ووقف إطلاق النار وعودة النازحين في أقرب وقت ممكن الى مناطقهم وتطبيق الـ 1701 لأن هذه هو الحل الوحيد.